Berita

مكة المكرمة- الأحد، ٩ يونيو ٢٠٢٤م، عقد الجالية الإيرانيون لجماعة الحجاج من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤتمرا دوليا حول القضايا الفلسطينية. لقد حضر في هذا المؤتمر الدولي عدد من خبراء دول العالم الإسلامي. وذلك يتزامن مع تدفق الحجاج وتجمعهم في مكة المكرمة في انتظار يوم عرفة للوقوف بها لأداء وإتمام مناسك الحج.
وحضر أيضا في هذا المؤتمر الأستاذ الدكتور إمام غزالي سعيد الممثل من جامعة سونان أمبيل الإسلامية الحكومية. وألقى أطروحة علمية حول القضايا الفلسطينية تحت الموضوع: “إيديولوجية الشعب الفلسطيني لأجل الحصول على دولة فلسطين”. وشارك فيه أيضا السيد مروان أحمد توفيق، أستاذ جامعي في نفس الجامعة، والدكتور أحمد نبيل المرام والأستاذ حسن الجنيدي الممثلون من معهد النور لطلبة الجامعات.
ويمكن عرض النقاط المهمة التي طرحها في هذا المؤتمر. أولا، يجب أن تكون لهذا الحج منافع متبادلة بين إخواننا المسلمين في العالم، وأن يعود بالنفع أيضا على البشر كافة، مسلمين وغير المسلمين. وذلك كما قال الله تعالى في سورة الحج: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩).
وثانيا، إن نضال الشعب الفلسطيني والأمة الفلسطينية من أجل الاستقلال مستمر منذ أكثر من ١٠٠عام، ولكنه لم ينجح حتى الآن، بينما كانت الدول حولها -بل في العالم- تتمتع بالاستقلال والرفاهة والاستقرار. فنحن كصاحب الحضارة الإنسانية وباسم الإنسانية، يجب علينا أن نكشف المعوقات الأساسية للحصول على هذا الاستقلال؟ وذلك لأجل سلامة الإنسان.
وثالثا، أرجو أن تسمحوا لي بتقديم الفكرة. يرى المفكرون العرب والفلسطينيون أن الفلسطينيين (العرب) “سكنوا” هذه المنطقة -فلسطين- قبل النبي إبراهيم عليه السلام. بينما اعتقد اليهود أن إبراهيم عليه السلام وذرياته سكنوا هذه المنطقة قبل الفلسطينيين. وجعل اليهود أن ذريات إبراهيم أصلا وأسلافا للأمة اليهودية. هذه المشكلة لن تنتهي أبدا بالدعاية التاريخية إلا إذا تمسكنا بالمبدأ الإنساني والقيم الإنسانية لأجل حلول هذه القضايا الإنسانية.
ورابعا، فشلت فكرة تشكيل دولة “فلسطين الكبرى” التي تتكون من فلسطين، ولبنان، وسوريا، والأردن، وذلك لأنها كانت تتعارض مع الممارسة القومية التي أرادها المستعمرون.
وخامسا، وفي نطاق ضيق، لم يوجد في فلسطين شخصيات تاريخية بارزة كأساس لتكوين القومية في دولة فلسطين. وهذه الشخصية التي تنتمي إلى أساس القومية تساعد على تأييد العالم وثقته في بناء دولة فلسطين.
سادسا، ومما يترتب على عدم وجود هذه الشخصيات البارزة هؤلاء لم ينجحوا على تأسيس إيديولوجية الدولة التي تكون أساسا للشعب الفلسطيني. وهذا الأساس يرجى أن يوحّد الشعب الفلسطيني بكلمة واحدة، اتحدت آراءهم لأجل استقلال الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين.
سابعا، الاعتماد البالغ على المساعدات الخارجية، ولكل منها مصالحها الخاصة، قد لا يمكن توقعها. لذا، يجب للشعب الفلسطيني أن يعتمدوا على أنفسهم كالشعب الفلسطيني لأجل النضال الوطني.
ثامنا، يجب أن يكون للشعب الفلسطيني التمسك على الوحدة الوطنية. وبدون هذه الوحدة لا يمكن تحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني.
تاسعا، ومن الناحية الإنسانية والإسلامية، نحن وجميع الدول يجب علينا أن نقوم بتأييد الاستقلال الفلسطيني باسم الإنسانية وباسم عدم وجود الاستعمار على ساحة الأرض والاقع، وذلك من دون التدخل في شؤونهم الداخلية. دورنا أن نقوم بدعم الاستقلال واعتراف الاستقلال من ناحية هيئة الأمم المتحدة وضد العنف على هذه الأرض.
هذه هي ملاحظات يتمنى الأستاذ أن تساهم في تكوين الفكرة الأساسية لأجل الحصول على حلول القضايا الفلسطينية.