في العاشرِ من شهرِ نوفمبَر يحتفلُ الشعبُ الإندونيسيُّ بيومِ الأبطالِ الوطنيِّ، وهو مناسبةٌ خالدةٌ تُذَكِّرُنا بتضحياتِ الأبطالِ الذين قدَّموا أرواحَهم في سبيلِ استقلالِ الوطنِ وكرامتِه. ويُعَدُّ هذا اليومُ صفحةً مشرقةً في تاريخِ نضالِ الأمّةِ الإندونيسيّةِ ضدَّ الاستعمارِ، ولا سيّما معركةَ سورابايا سنةَ 1945م، التي أصبحت رمزًا للشجاعةِ والإخلاصِ في الدفاعِ عن الحرّيةِ والسيادةِ الوطنيّةِ. إنَّ استذكارَ هذه اللحظةِ التاريخيّةِ يُعمِّقُ في نفوسِ الأجيالِ حبَّ الوطنِ وروحَ التضحيةِ والفداءِ.
يُعَدُّ يومُ الأبطالِ فرصةً لتعزيزِ القِيَمِ الوطنيّةِ وغرسِ روحِ المسؤوليّةِ في نفوسِ الشبابِ الإندونيسيّ. فالأبطالُ الحقيقيّون ليسوا فقط مَن حملوا السلاحَ في ميدانِ الجهادِ، بل أيضًا مَن يُسهمون اليومَ في بناءِ الوطنِ من خلالِ العلمِ والمعرفةِ والتكنولوجيا والأخلاقِ الكريمةِ. ومن هنا تبرزُ أهميّةُ التعليمِ والتربيةِ الوطنيّةِ في تنميةِ جيلٍ واعٍ بتاريخِ أمّتِه، قادرٍ على مواصلةِ الكفاحِ بروحِ الانتماءِ والولاءِ للوطنِ.
وفي عامِ 2025م، يتجدّدُ هذا الاحتفالُ في ظلِّ التحدّياتِ الحديثةِ التي تُواجهُ الأمّةَ الإندونيسيّةَ، سواءٌ في المجالِ الاقتصاديِّ أو الاجتماعيِّ. ولذلك فإنَّ استلهامَ قِيَمِ البطولةِ يُعَدُّ أمرًا ضروريًّا في سبيلِ الحفاظِ على وحدةِ الوطنِ وتماسكِه. فليكنْ يومُ الأبطالِ مناسبةً لتجديدِ العهدِ على العملِ المخلصِ والبناءِ الصادقِ من أجلِ إندونيسيا متقدّمةٍ، مستقلّةٍ، عادلةٍ، ومزدهرةٍ.